حوادث اليوم
الخميس 19 سبتمبر 2024 09:49 مـ 15 ربيع أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

آخر الزمالة جثة في شوال.. حكاية مقتل عروس الشرقية

عروس الشرقية
عروس الشرقية

منزويًا في أحد أركان البيت، جلس "عبد الله" يفكر في طريقة يوفر بها احتياجات عروسه. لم يمر على زواجه سوى 6 أشهر، إلا أن حاجته للمال أحكمت سيطرتها على تفكيره فبات جُل همه الحصول عليه مهما كلفه الأمر.

دقائق احتاجها العامل العشريني ليقلّب في دفاتر معارفه القريبة حتى ارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة، ويتحدث إلى زوجته "خلاص فُرِجت.. كل حاجة هتبقى تمام ماتقلقيش".

اتصال هاتفي

ذات يوم في شهرأبريل ، اتصل "عبد الله" بزميلته في المصنع "أمينة" يطلب مقابلتها لأمر “حياة أو موت”، ورغم شعورها بانقباض في صدرها، لبت الفتاة النداء لا سيما بعد استعانة عبد الله بزميلتهما المشتركة لإقناعها بالمجيء.

بعد تناول وجبة الإفطار، أخبرت "أمينة" والدتها بأنها ستذهب لشراء ملابس العيد لها ولأشقائها رفقة صديقتها "ليلى" دون أن تدري بأنها رحلة "ذهاب بلا عودة".

حين تأخرت "عروس الشرقية" ذات الـ20 سنة عن المنزل، اتصلت بها والدتها للاطمئنان عليها لكن دون جدوى، فاتصلت بخطيبها "إسلام" الذي نفى علمه بمكانها، وأكد أن آخر مكالمة جمعتهما قالت له فيها "عاوزين نخرج سوا".

انطلقت الأم إلى منزل صديقة ابنتها وكلها أمل بأن تثلج قلبها، لكن الرد جاء صادمًا.. نفت "ليلى" مقابلة "أمينة"، مؤكدة "ماشوفتش بنتك النهاردا" لتعيد الاتصال بهاتفها، فتجيبها خاصية الرد الآلي "الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح".

عاودت السيدة الاتصال مرات عدة إلا أن النتيجة لم تتغير لتنطلق إلى قسم شرطة مشتول السوق، بمحافظة الشرقية.

كتب كتابها قرب

"إلحقوني مش لاقية بنتي" بدموع منهمرة تسيل على وجنتيها، استغاثت الأم المكلومة برجال المباحث "بنتي لسه مخطوبة من 4 شهور وكتب كتابها بعد كام يوم"، لتبدأ رحلة ضباط المباحث الجنائية للوفاء بوعد قطعوه على أنفسهم أمام المبلغة "محدش فينا هيروح بيته إلا لمّا نلاقي بنتك".

نشرت الشرطة أوصاف الفتاة على الأقسام المحيطة، وانطلقت عناصر الشرطة السرية لجمع المعلومات وتفريغ كاميرات المراقبة بخط سيرها حسب آخر مشاهدة لها حتى عثروا على جثتها داخل جوال بلاستيكي بأحد المصارف ودخلت في حالة تحلل.

تبدلت المعطيات، وبات رجال المباحث أمام جريمة قتل لفتاة في مقتبل العمر. فريق بحث من ضباط قطاع الأمن العام عكفوا على فك طلاسم القضية حتى تكشفت الحقيقة.

قتل وسرقة

المتهم ليس غريبًا، زميلها في المصنع استدرجها إلى منزله -بدافع السرقة- وعاجلها بطعنات سكين بمشاركة زوجته. استولى على شبكتها الذهبية وهاتفها ومبلغ 2000 جنيه ووضع الجثة في جوال واستعان بصديقه لنقل الجثمان بـ"توك توك" - على أنه مخلفات منزلية - وألقى الجوال في الترعة.

وسط حراسة أمنية مشددة، اصطحبت الشرطة المتهم لإجراء المعاينة التصويرية للجريمة قبل أن تحيله النيابة العامة إلى المحاكمة الجنائية العاجلة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

إحالة إلى المفتي

ثلاث جلسات تداولت خلالها هيئة محكمة جنايات الزقازيق أوراق القضية لتحيل أوراق المتهم - في جلسة 2 نوفمبر الماضي - إلى مفتي الجمهورية.

داخل قاعة المحكمة، حبس الجميع أنفاسه، الكل يرفع أكف الضراعة توسلًا لرحمة الخالق. بين دعاء أم تتكلم ألمًا على مقتل فلذة كبدها "يا رب برّد ناري.. دي كان نفسها تفرح"، وأم ترجو العفو -من الله قبل القاضي - لابنها المُدان، يقطع كل ذلك صوت الحاجب "محكمة".

أسدلت المحكمة الفصل الأهم في القضية، وعاقبت المتهم بالإعدام شنقًا لترقد الضحية في سلام، بينما يعود القاتل إلى زنزانته، ويرتدى بذلة الإعدام الحمراء، منتظرًا لحظة الخلاص على طبلية عشماوي.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found