حوادث اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 07:37 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

على الطريق الدائري.. حكاية جريمة قتل شاب شبرا بسبب حقيبة وسلسلة وهاتف

المجني عليه
المجني عليه

شهدت منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية واقعة مأساوية عندما أقدم عدد من الأشخاص على قتل شاب بدم بارد لسرقته حال محاولته إيجاد سيارة أجرة للعودة إلي منزله بإمبابة.

في تلك الليلة المظلمة التي كانت تخفي وراء ستارها أحداثًا مأساوية، خرج "خالد التميمي" من محل عمله الجديد بحماس لا يوصف، كانت هذه هي أول ليلة له في العمل كمسئول فرع في أحد المحلات التجارية الكبرى في منطقة مصر الجديدة لم يكن يعلم أن تلك الليلة ستكتب نهاية قصته وتترك عائلته في حزن لا ينتهي.

محاولات العودة إلى المنزل

عند الساعة الثانية صباحًا، أنهى خالد عمله وهمّ بالعودة إلى منزله في إمبابة، لم يكن مألوفًا بتلك المنطقة الجديدة عليه، وسرعان ما شعر بالضياع وهو يحاول العثور على وسيلة مواصلات تعيده إلى منزله، وبعد مشاورات مع أحد زملائه في العمل، توجه خالد نحو الطريق الدائري حيث قيل له إنه يمكنه هناك إيجاد وسيلة نقل إلى وجهته.

كانت الطرق خالية إلى حد كبير، والظلام يسيطر على المكان، ومع ذلك، كان خالد متفائلًا بأن رحلة العودة ستكون بسيطة، فما كان عليه سوى الوصول إلى الطريق الدائري واستقلال أي سيارة متجهة إلى إمبابة، أثناء سيره في هذا الطريق المظلم، كانت زوجته تتصل به للاطمئنان عليه، بدأ خالد يتحدث إليها عما حدث في يومه الأول في العمل، وكان يشاركها تفاصيل صغيرة بكل سعادة.

اللقاء المأساوي.. مواجهة مع البلطجية

لكن فجأة، تغيرت الأمور بشكل مروّع، ظهرت أمامه مجموعة من البلطجية المجهولين. لم يكن لديهم هدف سوى السرقة، ولم يكن خالد يدرك أن هذه اللحظات ستكون الأخيرة في حياته، اقترب منه أحدهم وطالبه بتسليم حقيبته.

لكن الأمور تصاعدت بسرعة فائقة، أطلق عليه أحدهم طلقة خرطوش مباشرة إلى صدره، فسقط خالد على الأرض وهو ينادي زوجته على الهاتف "قتلوني، الحقيني يا هند".

عاشت هند تلك اللحظة بكل قسوة، وهي تسمع صراخ زوجها وصوت الطلقة النارية عبر الهاتف، ثم انقطع الاتصال فجأة، تاركًا هند في حالة من الصدمة والرعب، حاولت الاتصال بخالد مرات عديدة، لكن هاتفه كان مغلقًا، شعرت بالفزع وهي تحاول التفكير فيما يمكن أن يكون قد حدث لزوجها.

في اليوم التالي، بدأت العائلة البحث عن خالد، حاولوا الاتصال بزملائه في العمل، تفقدوا المستشفيات، واتصلوا بالأقسام الشرطية في المنطقة، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل ظلوا في حالة من القلق والترقب لمدة ثلاثة أيام دون أي خبر عن مصير خالد.

وفي اليوم الثالث، قرر "وليد التميمي"، شقيق خالد، الذهاب إلى مشرحة زينهم في محاولة أخيرة للعثور على أي دليل يقودهم إلى خالد، كانت تلك اللحظة التي كان يخشاها أكثر من أي شيء آخر عندما وصل إلى المشرحة، طلب منهم الاطلاع على الجثث المجهولة، وعندما رأى جثة شقيقه في ثلاجة الموتى، لم يكن لديه شك في أن هذا هو خالد.

وقف وليد أمام جسد شقيقه، وكانت الدموع تنهمر على وجهه لم يكن قادرًا على تصديق أن خالد، الذي كان مفعمًا بالحياة والحماس قبل أيام قليلة، قد انتهى به المطاف هنا، شعر بألم لا يوصف وهو يدرك أن شقيقه قُتل بوحشية لأجل أشياء تافهة مثل حقيبة وسلسلة وهاتف.

القبض على الجناة.. اعترافات باردة لجريمة بشعة

بعد ذلك، توجه وليد إلى قسم شرطة ثان شبرا الخيمة حيث تم فتح تحقيق في القضية. تمكنت الشرطة من القبض على الجناة بعد جهود مضنية، وكانوا لا يزالون بحوزتهم بعض المسروقات من المجني عليه اعترفوا بجريمتهم بكل برود، مؤكدين أنهم ألقوا بجثة خالد في مياه إحدى الترع الموجودة بالمنطقة بعد أن قتلوه.

عندما استمع وليد لاعترافات المتهمين، شعر بالغضب والاشمئزاز، كيف يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يسلبوا حياة شقيقه دون أي ندم؟ كيف يمكن أن تكون حياة الإنسان رخيصة إلى هذا الحد؟ في تلك اللحظات، كان وليد يتذكر خالد، يتذكر ضحكاته وابتساماته، ويتذكر كيف كان يخطط للمستقبل.

لكن الآن، كل شيء انتهى أصبحت تلك الخطط مجرد ذكريات مؤلمة، وأصبح خالد مجرد اسم في قائمة ضحايا الجريمة البشعة، كانت هذه هي الحقيقة المريرة التي كان على العائلة التعايش معها.

في النهاية، عاد وليد إلى المنزل ليخبر عائلته بالحقيقة القاسية جلست "هند" بجانب أبنائها، تحاول أن تجد كلمات لتخبرهم أن والدهم لن يعود كانت دموعها تملأ عينيها وهي تحاول أن تكون قوية من أجلهم، لكنها كانت تعلم أن حياتهم لن تعود كما كانت أبدًا.

هكذا، فقدت العائلة ابنها وزوجها وأبًا في تلك الليلة المظلمة، لم يكن هناك عزاء يكفي لتخفيف حزنهم، ولم تكن هناك كلمات يمكن أن تعيد خالد إليهم كل ما تبقى لهم هو الذكريات، والعدالة التي يسعون لتحقيقها من أجل روح خالد البريئة.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found