مصر ترفض استضافة قمة جديدة حول غزة وتبعث برسائل حادة إلى إسرائيل
في خطوة تعكس توترًا متزايدًا في العلاقات بين مصر وإسرائيل، نقلت القناة الإسرائيلية (القناة 13) مساء الاثنين عن مصادر مطلعة، أن مصر رفضت طلبًا مشتركًا من الولايات المتحدة وإسرائيل لعقد قمة جديدة لمناقشة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ويأتي هذا الرفض المصري في أعقاب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي انتقد فيها بشدة موقف مصر فيما يتعلق بمحور صلاح الدين (فيلادلفيا) الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وهو ما أثار استياء القاهرة. ووفقًا للمصادر، كانت تل أبيب وواشنطن تأملان في تنظيم جولة جديدة من المحادثات في القاهرة، لكن التصريحات الحادة التي أدلى بها نتنياهو عرقلت هذا المسار.
ردود فعل مصرية قوية
المسؤولون المصريون عبروا عن استيائهم الشديد من تصريحات نتنياهو، ووجهوا رسائل "صعبة" إلى إسرائيل، مؤكدين رفضهم لما وصفوه بلعبة المماطلة التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في المفاوضات. وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد التوتر بين الطرفين بشأن إدارة المعابر الحدودية بين مصر وغزة، وهو أمر تعتبره إسرائيل ضروريًا لأمنها القومي.
موقف الولايات المتحدة
في السياق ذاته، أفادت القناة الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة تدرس إعادة النظر في تقديم أي مقترح وساطة جديد، وذلك في ظل التوتر الذي يخيم على المفاوضات. ويبدو أن الجانب الأمريكي بات يواجه صعوبات في تحقيق تقدم في الملف، خصوصًا مع الشروط الإضافية التي زعمت واشنطن أن حركة حماس أضافتها لموقفها التفاوضي.
الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من جهته، يعتزم عقد مداولات خاصة لمناقشة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في محاولة لدفع المفاوضات المتعثرة. وقد أجرى كبار المسؤولين في البيت الأبيض اتصالات مع قطر ودول أخرى في محاولة لزيادة الضغط على حركة حماس.
المشهد الإسرائيلي
من جانبه، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو لم يعارض عقد القمة، مشددًا على أن سياسته الثابتة هي مواصلة المفاوضات رغم التحديات. وأضاف المكتب أن نتنياهو يقدّر علاقات السلام مع مصر، لكنه يعتقد في الوقت نفسه أن السيطرة الإسرائيلية على محور صلاح الدين أمر ضروري لضمان أمن إسرائيل.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة لدفع المفاوضات، تظل الفجوة بين الأطراف كبيرة، حيث أكدت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في اجتماع "الكابنيت" الليلة الماضية أن الخلافات تتسع بشأن الصفقة المحتملة.