حوادث اليوم
الجمعة 20 سبتمبر 2024 12:13 صـ 15 ربيع أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

السودان بين الحرب والسلام: هل تنجح دعوة بايدن في وقف الصراع؟

معارك السودان
معارك السودان

بعد مرور أكثر من 17 شهرًا من الصراع الدامي في السودان، يجد البلد نفسه في مفترق طرق، باحثًا عن حل يوقف الحرب التي تركت جروحًا عميقة في نفوس السودانيين. وبينما تتواصل الاشتباكات العنيفة في مختلف المناطق، جاءت دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن لتكون بمثابة الفرصة الأخيرة لإنهاء الحرب، وهي دعوة موجهة لقائدي النزاع في السودان، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".

دعوة بايدن وآمال السلام

الثلاثاء الماضي، وجه الرئيس بايدن دعوته إلى طرفي الصراع للعودة إلى طاولة المفاوضات، محذرًا من استمرار الحرب التي جعلت السودان ساحة للصراعات والمعاناة. هذه الدعوة جاءت بعد سلسلة من الجهود الأمريكية السابقة التي قادها وزير الخارجية أنتوني بلينكن والمبعوث الأمريكي توم بييريلو، والتي هدفت إلى الوصول إلى وقف لإطلاق النار، لكن لم تحضر قيادة الجيش السوداني الاجتماعات النهائية.

البرهان وحميدتي ممستعدان لحلول سلمية من خلال محادثات جديدة تهدف إلى إنهاء الصراع.

اتساع نطاق المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من الخرطوم  للشرق إلى دارفور - CNN Arabic

ردود الأفعال لم تتأخر كثيرًا، فقد أعلن كل من البرهان وحميدتي عن انفتاحهما على الحلول السلمية واستعدادهما للانخراط في محادثات جديدة تهدف إلى إنهاء الصراع. البرهان أكد في بيان أنه "منفتح على كافة الجهود البناءة لإنهاء الحرب"، بينما شدد حميدتي على التزامه بوقف إطلاق النار والبحث عن حلول سلمية عبر الحوار.

الولايات المتحدة بدأت بالفعل في استخدام ثقلها السياسي لحل الأزمة

المحلل السياسي السوداني، أمير بابكر، يرى أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل في استخدام ثقلها السياسي لحل الأزمة، مشيرًا إلى أن دعوة بايدن قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب مزيد من التدهور. واعتبر بابكر أن استجابة طرفي النزاع جاءت سريعة هذه المرة، مما يعكس نجاح التحركات الدولية والإقليمية في الضغط على الأطراف.

الطرفين وصلا إلى مرحلة من الإرهاق بسبب طول أمد الحرب وتأثيراتها السلبية على القوات والموارد

وأضاف بابكر أن الطرفين قد وصلا إلى مرحلة من الإرهاق بسبب طول أمد الحرب وتأثيراتها السلبية على القوات والموارد، مما يجعل التفاوض حلاً لا مفر منه. وفي ظل عدم تحقيق أي انتصار حاسم من قبل أي طرف، قد تكون دعوة بايدن الوسيلة المناسبة لحفظ ماء الوجه لكلا القائدين.

الأمم المتحدة تُعلن حصيلة ضحايا المعارك في السودان.. وتجدد الاشتباكات حول  القصر الجمهوري ومقر قيادة الجيش - CNN Arabic

البرهان وحميدتي: بين الاستجابة والمراوغة

رغم هذه الأجواء الإيجابية، تبقى الشكوك قائمة حول مدى جدية القائدين في إنهاء الصراع. الصحفية السودانية رشا عوض، ترى أن حميدتي كان دائمًا أكثر استعدادًا للتفاوض، بينما يظل البرهان غير موثوق في نيته لإنهاء الصراع. وتعتقد عوض أن البرهان يخضع لتأثير الإسلاميين الذين يدفعونه نحو التصعيد العسكري، ما لم يتم فرض ضغوط دولية كبيرة عليه.

المدنيين السودانيين هم الأكثر تأثرًا

وفي الوقت الذي تتواصل فيه الحرب على الأرض، فإن المدنيين السودانيين هم الأكثر تأثرًا، حيث خلّفت المعارك نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ. وتعتبر هذه الأزمة الإنسانية من أسوأ الأزمات التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.

أدوات الدبلوماسية الأمريكية

الكاتب والمحلل السياسي الهضيبي يس أشار إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تعتمد على الدبلوماسية الناعمة في إدارة الأزمة السودانية، وهي الاستراتيجية التي يتبعها الحزب الديمقراطي. وأضاف يس أن تأخر التدخل الأمريكي يعكس تخوفًا من تأثير الحرب على المصالح الأمريكية في أفريقيا.

ورغم الدعوة الأمريكية، لم تحدد واشنطن حتى الآن موعدًا للمفاوضات أو مكانها، ولم تتضح بعد الملفات التي ستتم مناقشتها أو الشروط المسبقة للتفاوض. ومع ذلك، يبقى الأمل قائمًا بأن تكون هذه الدعوة بداية لحل يوقف نزيف الدماء في السودان.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found