سعيد محمد أحمديكتب : الى أبو ”مزنوق” .. مصر لم ولن تتخلى يوما عن فلسطين وشعبها
ستظل مصر الرسمية والشعبية برغم كل ما تعانيه من تحديات مصيرية، تتحمل فوق كاهلها هموم القضية الفلسطينية بوصفها قضية الأمة المركزية والمسؤولة فى الدفاع عنها وعن حقوق الشعب الفلسطيني غير عابئة بفسل من هنا او فسائل هناك، للنيل منها فى أكذوبة يدركها جيدا الجميع دون استثناء ليغطى عجزة او عجزهم وفشلهم فى ضياع غزة وتدميرها وإبادتها عبر اله الاحتلال الاسرائيلى الوحشية.
من تسبب فى الوصول الى هذا الوضع البائس والمتردي فى قطاع غزة ؟
الم يقتضى الوضع الراهن ان نكون اكثر شفافية، وصراحة ومحاسبة للنفس لمن تسبب فى الوصول الى هذا الوضع البائس والمتردي فى قطاع غزة من دمار وحرب وحشية غير مسبوقة تغذيها انشقاقات وانقسامات مكتومة داخل جماعة حماس وفصيل واحد يتحكم فى مقدرات شعب للقفز مرة اخرى على السلطة فى غزة المدمرة لتدفع احد قياداتها " ابو مرزوق " بتوجيه اتهامات "فاسدة" وهجوم عبر مبرر ضد مصر على خلاف الحقيقة .
ارتباك حماس فى محاولة منها لخلط الاوراق، وتحميل أخرين فشلها وتقصيرها بتوفير أبسط انواع الحماية لشعب مكلوم يتعرض لإبادة جماعية
اتهامات " أبو مزنوق " تعبر عن عجز وارتباك حماس فى محاولة منها لخلط الاوراق، وتحميل أخرين فشلها وتقصيرها بتوفير أبسط انواع الحماية لشعب مكلوم يتعرض لإبادة جماعية على مدى عشرة اشهر فى مغامرة ومؤامرة بينهم لتكشف حجم التداعيات الإنسانية لأوضاع غير إنسانية لشعب مكلوم بخلاف التداعيات السياسية والمالية والأمنية بل وفشلها بعدم قدرتها على احتواء تلك الكارثة الإنسانية.
أيضا تلك الكارثة القت بكل ظلالها السوداء والكئيبة على تردى المزيد من الأوضاع العربية، وما وصلت اليه من تفكك صاحبها اصطفاف ومحاور شكلت تهديدا للأمن القومى العربى والاستقرار فى المنطقة ووضعا عربيًا ممزقا أصبح اليوم رهينة للعديد من القوى الإقليمية والدولية.
انشقاقات فى حماس "الموالية" لايران
فيما يرى البعض انه مهما حدث من انشقاقات فى حماس "الموالية" لايران فلن يغير ذلك من الامر شيئًا ببقاء قطاع غزة ومستقبلها مرتبط "بقرار ايرانى" لايخدم سوى مصالح طهران فى المنطقة، وربط أزمة غزة بأزمة "مفاعلها النووى"وربما يتفاجىء العالم بدخول "طهران" على أعتاب "النادى النووى"حتى لو اقتضى الامر التآمر والمتاجرة بالدم الفلسطيني
ضرورة ان تمارس السلطة الفلسطينية وحكومتها نفوذها بالسيطرة على قطاع غزة ومعبر رفح.
اما من يطالب بوقف التعامل مع حماس واستبعادها من المشهد الفلسطيني فهو فى نظرها يمثل ضربا من الجنون والخيانة، وكأنها أصبحت الوكيل الحصرى عن الشعب الفلسطينى، علما بان تلك المطالبة تقتضى ضرورة ان تمارس السلطة الفلسطينية وحكومتها نفوذها بالسيطرة على قطاع غزة ومعبر رفح، ووفق قرارا فلسطينيا موحدا امام المجتمع الدولى شاء من شاء وابى من ابى، انقاذا للقضية الفلسطينية.
كيف لنا ان نثق فى جماعة كحماس أهدرت وطنًا وشعبا وحياة أمنه حتى فى حدودها الادنى؟!!!
ويبقى السؤال الجوهرى، كيف لنا ان نثق فى جماعة كحماس أهدرت وطنًا وشعبا وحياة أمنه حتى فى حدودها الادنى؟!!! فى مغامرة كشفت مدى وحجم زيف شعاراتها منذ زمن فى الكذب والتدليس والنفاق والكراهية لكل من لا يتوافق مع رؤاهم، وعندما تقدم لهم النصيحة تراهم كشفوا جميعا عن سوءاتهم، منذ طوفان الاقصى الذى أغرق غزة وأهلها فى مسرحية خبيثة من أجل سحق غزة واهلها، وقتل حلم الدولة الفلسطينية.
أتهامات أبو مرزوق الفاسدة والمتناقضة !!
وليخرج القيادى"موسى أبو مزنوق " يوجه الاتهامات والانتقادات الباطلة الى مصر ومحملها مسئولية فشلهم عما يجرى فى غزة، وأنها عاجزة عن الدفاع عن فلسطين وانها وانها ، اتهامات يدركها جيدا ابو مرزوق أنها فاسده، وهو نفسه من قال فى مداخله تلفزيونية "العربى الجديد" : أن مصر لا يمكن ان تعتبر نفسها وسيطا محايدا ولا تقف بجانب الفلسطينين وانها تخلت عن غزة ، وهى من جعلت "فيلادلفيا" محورا بين الفلسطينين والمصريين علما ان حماس رفعت الراية البيضاء فى رفح الفلسطينية وسمحت لقوات الاحتلال ان تحتل محور فيلادلفيا من الجانب الفلسطيني دون مقاومة تذكر ،فهى اتهامات ربما قد فرضت عليه أو اومليت عليه أملأ ، وتبقى أنها تعبر عن حالة الانحطاط السياسي لجماعة حماس.
ويبقى السؤال مالذى تغير ؟ .. كان بالأمس القريب فى ٦ مايو الماضى وعلى أحد برامج ام بى سى " الحكاية"، يتغنى بدور مصر الرائد والمدافعة عن القضية الفلسطينية ودور الرئيس السيسي وجهوده الضخمة فى راب الصدع من اجل وقف اطلاق النار فى قطاع غزة.
الذى تغير حقيقة … تهرب حماس كعادتها من المسؤولية ومن كل التزامات سابقة تخلوا عنها، اليس هو من أفصح بالقول وفقا لما تم تداوله فى العديد من المواقع الاخبارية: نبنى الانفاق لحماية انفسنا .. وحماية المدنيين فى غزة "ليست مسؤليتنا"بل مسؤولية إسرائيل والامم المتحدة.
المزنوق عاش حياة رغدة لم يعشها غيره، وكان يمارس شؤون حركة حماس من أفخم مكاتب تفوق مكاتب رئاسة وزراء، من الحى السكنى الراقى "مشروع دمر " فى دمشق
هذا الرجل" المزنوق " عاش حياة رغدة لم يعشها غيره، وكان يمارس شؤون حركة حماس من أفخم مكاتب تفوق مكاتب رئاسة وزراء، من الحى السكنى الراقى "مشروع دمر " فى دمشق فى الايام الخوالى ،بوصفه الوكيل الحصرى لخالد مشعل والمفوض بالذهاب والإياب فى كل جولات المصالحة البائسة التى تخلت عنها وأفشلتها وفقا لتعاليم "طهران" تأتمر بأمرها وتنفذ أوامر ملاليها .
ويبدو ان السنوار الذى يراه بعض حوارييه " راسبوتين" النضال، ليصبح صاحب الفضل فى حل المعضلات المعقده، فكانت على يدية نهاية غزة ورفح الفلسطينية وكذا نهاية "القسام وحماس" معا ونهاية الاخوان فى المنطقة وخروجها من المشهد السياسي والامني مثلما خرج الاخوان من مصر إلى غير رجعه وفى تونس وسوريا والسودان وربما قد تكون نهاية للسنوار نفسه، وفتحًا جديدا للقضية الفلسطينية.