سعيد محمد أحمد يكتب : اغتيال هنية .. اختراق للحرس الثورى الايرانى
لا تزال قصة وحكاية اغتيال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس فى الخارج، مثار جدل يدور فى الداخل الايرانى ومن قبل العديد من الاجهزة الأمنية وغيرها فى كل مكان، علاوة أنها باتت تؤشر فى توجيه الاتهامات بان هناك اختراقًا أمنيًا غير مسبوق وبهذه الطريق ودون الوصول إلى الحقيقة حول كيف جرت عملية اغتيال هنية وهو نائم وفى عقر أخطر جهاز مخابراتى أمنى وفق ما يروج له والمعروف بالحرس الثورى الايرانى .
روايات أعتيال أسماعيل هنية
العديد من القصص والروايات التى تم تداولها منذ اللحظات الأولى لعملية الاغتيال انحصرت فى البداية فى مسارين ، اما انه اغتيل عبر "طائرات مسيرة" او عبر "صورايخ" متهمة إسرائيل بأنها حددت هدفها بدقة بالغة وفى توقيت غير مسبوق ان يكون الهدف المطلوب فى حالة نعاس، وهو مابثته العديد من المصادر الاخبارية الايرانية الرسمية منها والخاصة علاوة على وكالات الانباء العالمية لتنتهى الرواية عند هذا الحد.
فيما اشارت بعض الصحف الامريكية منها والغربية بنشر رواية جديدة عن اغتيال هنية لتؤكد معظم الصحف الغربية ونقلا عن مصادر ايرانية، أن هنية جرى اغتياله عبر وضع عبوة ناسفه زنه ٧ كج قبل أربعه اشهر فى الغرفة التى كان يقيم فيها وتحت سريره .
الرواية الجديدة فجرت العديد من التساؤلات حول كيفية وضع تلك العبوة وكيف جرى دخولها، ومن قام بتفجيرها واين كان الحرس الثورى المسؤول عن امن دار الضيافة التابعه له ، وبما يؤكد أن هناك تقصيرا أمنيًا شديدا قد يصل إلى حد الإهمال والاختراق الذى لا حدود له ، ليبقى السؤال كيف لدولة بوزن ايران وقوتها الامنية ان تخفق فى تأمين ضيوف إلى أراضيها .
ماجرى فى طهران يؤكد مدى هشاشة الدولة الايرانية، وفشلها ليس فى حماية ضيوفها
الكثير من المحللين والمراقبين يرون ان ماجرى فى طهران يؤكد مدى هشاشة الدولة الايرانية، وفشلها ليس فى حماية ضيوفها، بل تعدى ذلك الامر ومنذ زمن فشلها فى حماية قادتها ورجالها على أراضيها، فكم مرة يجرى اختراق ايران واغتيال العديد من الشخصيات المهمة سواء فى داخل ايران او خارجها سواء فى "سوريا والعراق ولبنان " لينتهى المسلسل برواية اغتيال هنية بأنها تمت عبر اطلاق مقذوف قصير المدى برأس حربي بمقر اقامتة فى طهران وان من قام بذلك إسرائيل وامريكا المجرمة، وفقا لبيان صادر عن الحرس الثورى الايرانى ونشرته وكالة الانباء الايرانية " ايرنا".
الجريمة تكشف حجم الارتباك الشديد الذى تعيشه ايران وحجم المفاجأة التى نزلت كالصاعقة على الامن الايرانى
ويرى المراقبون ان عدم تحديد كيفية اغتيال هنية على الاراضى الايرانية وفى معقل أعتى الاجهزة الامنية "الحرس الثورى" يؤكد بوضوح لا لبس فيه حجم الارتباك الشديد الذى تعيشه ايران وحجم المفاجأة التى نزلت كالصاعقة على الامن الايرانى وعدم قدرته فى تحديد كيف قتل.
وهل عملية القتل جرت من الخارج او من الداخل، وعما اذا كان هناك اختراق فى الداخل الايراني، اسئله اعتقد ان احدا لن يستطيع الاجابة عليها، وستبقى لغزا كبيرا من الصعب فك طلاسمه انتظارا لمًا تنتهى منه التحقيقات الايرانية، مثلما جرى فى عملية مقتل الرئيس السابق ابراهيم رئيسى ووزير خارجيته حسين امير عبد اللهيان ومرافقيهم فى حادث طائرة على حدود اذربيجان فى ١٩ مايو الماضى، ولم تعلن حتى الآن نتائج التحقيقات، ومعرفة كيف لقى الرئيس السابق والوفد المرافق له مصرعهم فى ذلك الحادث الأليم والغامض، ويبدو ان التحقيقات فى اغتيال هنية سيكون مصيرها مصير التحقيقات التى جرت مع الرئيس ابراهيم رئيسي
هل ذهب هنية ضحية جريمة متعددة الأطراف؟!.
ويبقى التساؤل هل ايران مخترقة استخباراتها بتلك الدقة التى وصلوا فيها الى غرفة نوم هنية ؟ وهل ذهب هنية ضحية جريمة متعددة الأطراف وأساسها الفعلى والعملى فشل الحرس الثورى فى توفير الحماية الكاملة له، ومعها قد تكون المخابرات الاسرائيلية والتى لم تعلن إسرائيل حتى اللحظة مسؤوليتها عن تلك الجرمية ؟ وهل باعت حماس وعبر الطابور الخامس فى داخلها هنية، ربما لاختلاف وجهات النظر والرؤى حول البحث عن حلول قد لا ترضى ايران ؟ اسئلة صعبة تدور فى اذهان الكثيرين لن تجد لها جوابًا.