سعيد محمد أحمد يكتب : بعد خراب مالطة ..حماس تتخلى عن مطلبها بوقف الحرب
لا أعرف حقيقةً لماذا تخلت جماعة" سماح" عن مطلبها الاساسى بوقف الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة ورفح الفلسطينية وتحملها مسؤولية الاعمار وفق ما كانت متمسكة به سلفا، ومن ثم قبولها بصفقة"بايدن" لتبادل الاسرى ؟
فبعد مرور قرابة "العشرة اشهر" من احتلال قطاع غزة ورفح ومسلسل القتل والتدمير الممنهج، وفرض الحصار الكامل وانتشار الجوع والامراض بين أبناء من تبقى من اهالى غزة، واستخدام قوات الاحتلال منهج الإبادة الجماعية المنظم بشرا وحجرا وارضا حتى اصبحت غير قابلة للحياة ، فيما "تجار " القضية ضعاف العقول لايعون ما يقولون.
الحركة قبلت مقترحا أمريكيا لبدء محادثات بشأن صفقة تبادل الاسرى بعد تخليها عن مطلب عدم التزام إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار
كان قيادي في حركة "حماس" قال إن الحركة قبلت مقترحا أمريكيا لبدء محادثات بشأن صفقة تبادل الاسرى بعد تخليها عن مطلب عدم التزام إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع الاتفاق، وأن المقترح قد يؤدي إلى اتفاق إطاري إذا وافقت عليه إسرائيل، وهو أمر افتراضي فى تقديرى لا يمكن لحكومة لنتنياهو المتطرفة ان تقبل به سوى بتحقيق اهدافها المعلنة وان ما يجرى بين الطرفين مجرد مماطلة املا من حماس فى توسيع نطاق الصراع والحرب الشاملة التى تدق رحاها فى الجبهة الشمالية للبنان ولحزب الله.
والمؤكد ان تلك الحرب الدائرة فى غزة مستمرة ولن تتوقف قريبا برغم ما تتحمله إسرائيل من مضاعفات داخلية سعيا وراء تحقيق هدف استراتيجي فى الحفاظ على الحد الادنى لوجود الدولة الاسرائيلية ولأمنها واستقرارها مهما كلفها من خسائر بشرية وبمساندة امريكية وأوروبية ومجتمع دولى بكافة منظماته الدولية والإقليمية .
مالذى حققته حماس وماهى النتائج والمكاسب التى تحصلت عليها من الاستمرار فى المواجهة الغير متوازنة؟
ويبقى السؤال الأهم فى مكاشفة مع النفس وبعيدا عن الشعارات مالذى حققته حماس وماهى النتائج والمكاسب التى تحصلت عليها من الاستمرار فى المواجهة الغير متوازنة؟ ولماذا قبلت بعد مرور عشرة اشهر بصفقة "بايدن " الان؟ اليس كان من الاولى القبول بها قبل عدة اشهر انقاذا وتفاديا لمزيد من الخراب والدمار والدماء ولما يتعرض له الفلسطينين فى غزة ورفح والضفة الغربية من دمار وقتل وحشى.!!!!!.
واليوم .. يفاجئنا اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس فى الخارج بتصريحات نارية .. ولانعرف مالذى يملكه من اوراق ضغط كى يحذر بها الوسطاء !!! وما مدى أهمية ما يحدث فى غزة بالنسبة له برغم سقوط المئات من الضحايا والمصابين يوميًا ، كى يعيد التفاوض الى نقطة "الصفر"على حد قول "هنية" ودون ان يدرى انه "مغيب"وليس هو ولا السنوار صاحب القرار فى إنهاء تلك الحرب العبثية فى الابادة الجماعية لشعب كان يحيا على قدر من إلامن، وتتحمل مسؤوليته حركة حماس فى الداخل والخارج .
تعنت نتنياهو
على جانب أخر، جدد نتنياهو تمسكة لوكالة"AP"،بعدم وقف إطلاق النار بالعودة والقتال حتى تتحقق جميع أهداف الحرب وكأنه ردا على "هنية"، و منع تهريب الأسلحة وعدم عودة آلاف المسلحين إلى شمال قطاع غزة والعمل على زيادة عدد المختطفين الأحياء الذين ستتم إعادتهم من أسر "حماس".
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول حمساوى السبت الماضى ان الحركة لاتزال تريد ضمانات مكتوبة من "الوسطاء" بان إسرائيل سوف تواصل التفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار دائم فى حين يصر نتنياهو، على عدم إنهاء الحرب حتى تحقق إسرائيل أهدافها المتمثلة في تدمير قدرات "حماس" العسكرية وقدرتها على الحكم، وإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة،ليبقى الموقف الراهن قائم على الاتهامات المتبادلة بين حماس ونتنياهو والتهديد بانهيار مسار المفاوضات والصفقة معا .
فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ومنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود، ما ادى الى استشهاد قرابة ٤٠ الف وإصابة مايزيد على ١٠٠ الف مصاب ونزوح نحو 1.9 مليون شخص فى مختلف قطاع بحسب غزة بيانات منظمة الأمم المتحدة.