دمه اتصفى في 30 ثانية .. كواليس ليلة الغدر في سايبر حدائق الأهرام
كان "أحمد مصطفى" ينتظر بفارغ الصبر إعلان السناتر الخصوصية عن بدء حجز الدروس لطلاب الثانوية العامة (الصف الثالث الثانوي)، عقب اجتيازه إمتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني من العام الحالي، لكن رحلة البحث انتهت بمقتله على نحو مأساوي، قبل تحقيق آماله.
دمه اتصفى في 30 ثانية عشان فردة كروكس .. كواليس ليلة الغدر في سايبر حدائق الأهرام
الواحدة ظهر السبت الماضي، كعادته ذهب "أحمد"، 17 سنة إلى منزل جدته بحدائق الأهرام لقضاء اليوم برفقتها، بينما في المساء، وقبل عودته إلى مسكنه في "دجله جاردنز" أخبر والده أنه سيذهب مع رفقائه إلى "سايبر" قريب من منزل جدته "قالي يابابا أنا محتاج فلوس فبعتله"، يقولها "مصطفي" الأب .
التاسعة والنصف مساءً، وحال تواجد أحمد داخل السايبر تعرض لمضايقات من "عبد الرحمن" ـ شهرته بصلة، حاول تجاهله لكن الأخير أصر أن يتشاجر معه "أخذ فردة شبشب كروكس والكاب ومشي" على إثرها خرج "أحمد" لمعاتبته "كان طالع يجيب منه الكاب والشبشب اللي اخدهم منه المتهم".
لم يبتلع "بصلة" ـ المتهم ـ ما اعتبره إهانة، بينما لاحق الطالب "أحمد" بطعنة نافذة في القدم وأعقبها أخري ما أصابة بجرح غائر في الرقبة على إثرها فارق حياته متأثرًا بنزيف شديد: "كسر قزازة بيبسي وذبح ابني بيها".
قرابة 30 دقيقة مرت على الطالب غارقًا في دمائه أمام السايبر دون جدوى: "دم ابني نزل في البدروم بتاع العمارة ومحدش قدر يشيله لحد ما دمه تصفى في الأرض". يكمل والد الضحية حديثه.
عقب انتهاء النيابة العامة من سماع أقوال أسرة الطالب المتوفى والشهود على الواقعة، بعد سماع اعترافات الجاني عن الجريمة، صرحت النيابة بدفن الجثمان وتسليمه لذويه بعد إعداد تقرير وافٍ من قبل الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة وملابساتها.
ونفى الأب قولاً أن الجاني صديق ابنه: "الجاني مش صاحبه زي ما الناس بتقول مفيش أي حد يذبح صاحبه".
حسرة تنتاب "مصطفى" كلما تذكر آخر مكالمة بينه وبين نجله: "جنازته كانت زفة وصاحبه كلهم زعلانين عليه" يصمت الأب قليلاً قبل أن ينطق باكيًا:"أكبر عيالي و كان بيجهز نفسه عشان ثالثة ثانوي".
يطالب الأب المكلوم الجهات المختصة بالقصاص لابنه:"مش هاخد عزا غير لما حق ابني يرجع.. الإعدام مش هيشفي غليلي حرمني من أول فرحتي".
بدورها قررت جهات التحقيق بالجيزة، حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.