زيت مستعمل يتجدد: مخاطر صحية خطيرة تعرض اسرتك للخطر
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، يبحث الكثير من المصريين عن طرق لتوفير المال، حتى لو كان ذلك يعني بيع الزيت المستعمل. لكن ما قد لا يدركه الكثيرون هو أن هذا الزيت المستعمل قد يعود إليهم بصورة جديدة، محملًا بمخاطر صحية جسيمة. في هذا التقرير، نسلط الضوء على ظاهرة إعادة تدوير الزيت المستعمل، وكيف يتم جمعه من الشوارع بطرق بدائية ليعاد بيعه للمطاعم والمستهلكين على أنه زيت نقي، وما يترتب على ذلك من آثار صحية خطيرة.
مشهد مكبرات الصوت التي تجوب الشوارع لشراء الزيت المستعمل أمرًا مألوفًا
في مصر، أصبح مشهد مكبرات الصوت التي تجوب الشوارع لشراء الزيت المستعمل أمرًا مألوفًا، حيث يُعرض على ربات البيوت سعر يصل إلى 30 أو 35 جنيهًا للتر الواحد. لكن ما يحدث بعد ذلك قد يفاجئ الكثيرين. يتم شراء هذا الزيت المستعمل وإعادة تدويره بطرق غير صحية ليعاد بيعه للمطاعم بسعر يصل إلى 70 جنيهًا، أو يعود إلى المستهلك نفسه بعد إعادة تصفيته بسعر يصل إلى 100 جنيه.
طريقة تنقية الزيت المستعمل وبيعة مرة اخري للمستهلك
لكن كيف تتم عملية إعادة التدوير هذه؟ العملية تبدأ بخلط 20 كيلو من الزيت المستعمل مع خليط من النشا والماء البارد. يتم إذابة النشا جيدًا في الماء، ثم يُضاف الخليط إلى الزيت المستعمل ويوضع على نار هادئة. بغض النظر عن حالة الزيت الأصلية، سواء كان مليئًا بالرواسب أو مستخدمًا في قلي اللحوم أو الأسماك، فإن النشا يمتص الشوائب والألوان الداكنة، لتترسب في قاع الإناء وتُزال بعد ذلك. يتم تصفية الزيت الناتج بمصفاة دقيقة ليعود لونه أصفر صافيًا، وكأنه زيت جديد.
لا يمكن تمييزه عن الزيت المستعمل إلا من خلال التحليل المعملي. وعند استخدامه مرة أخرى في الطهي، فإنه يحمل معه مخاطر صحية خطيرة
النتيجة النهائية هي زيت يبدو نقيًا وصحيًا، لكن الحقيقة أنه لا يمكن تمييزه عن الزيت المستعمل إلا من خلال التحليل المعملي. وعند استخدامه مرة أخرى في الطهي، فإنه يحمل معه مخاطر صحية خطيرة، نظرًا لاحتوائه على مواد ضارة تمتصها الأطعمة أثناء الطهي.
تؤدي إلى تلوث غذائي خطير قد يسبب أمراضًا مختلفة، مثل السرطان وأمراض القلب والشرايين
هذه العملية، التي قد تبدو بريئة للبعض، تؤدي إلى تلوث غذائي خطير قد يسبب أمراضًا مختلفة، مثل السرطان وأمراض القلب والشرايين، نتيجة لتراكم المواد الضارة في الجسم. والأسوأ من ذلك، أن هذا الزيت المعاد تدويره يُباع بأسعار زهيدة للمطاعم الشعبية، حيث يُستخدم في إعداد وجبات الطعام للفقراء الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الزيوت الصحية.
ضرورة الوعي بخطورة بيع الزيت المستعمل والمخاطر الصحية الناتجة عن إعادة تدويره
في النهاية، تبرز ضرورة الوعي بخطورة بيع الزيت المستعمل والمخاطر الصحية الناتجة عن إعادة تدويره بطرق غير صحية. فالتوفير المؤقت قد يتحول إلى كارثة صحية تمتد آثارها على المدى الطويل. على المستهلكين التفكير مرتين قبل بيع أو شراء هذا النوع من الزيوت، وعلى الجهات المعنية اتخاذ إجراءات صارمة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد صحة المجتمع ككل.