سعيد محمد أحمد يكتب :لبنان.. أكثر دموية وتدميرا عن حرب ٢٠٠٦
أعادت الحرب الاسرائيلية على لبنان وحزب الله الاذهان إلى المطالبة رئيس الوزراء اللبنانى "بيروت" بتطبيق القرار ١٧٠١ باعتباره الحل الامثل للخروج من الازمة الراهنة بين حزب الله وإسرائيل والتى بمقتضاها تراجع حزب الله بعمق ٥٠ كم والى ما وراء نهر الليطاني، بوصفه قد يوفر الآمن للسكان فى شمال إسرائيل وهو مطلب اعتقد انه مرفوضا من قبل نتنياهو الذى جاءته عنجهية نصرالله على طبق من ذهب لتنفيذ مشروعه لتدمير قدرات حزب الله العسكرية فى لبنان مثلما فعل مع جماعة حماس .
نتنياهو أعلن مجددا بأنه لا تراجع عن مواجهه حزب الله وتحطيم قدراتة العسكرية والصاروخية وفرض حزام امنى فى شمال إسرائيلى مستخدما أدواته فى تكثيف الغارات الجوية على كل مناطق لبنان دون استثناء وعدم اعطاء حزب الله متنفسا ليبقى مضغوطا بصفة مستمرة عبر القضاء على معظم قيادات من الصفين الثانى والثالث بل وتصيد معظم قياداته حاليا فى صفعه غير مسبوقة تلقاها نصرالله وميليشياته على جبينة أمام داعميه ومؤيديه.
إسرائيل ليست فى حاجة للدخول البرى حاليا فى لبنان
ويرى العديد من المراقبين ان إسرائيل ليست فى حاجة للدخول البرى حاليا فى لبنان، بل أنها تنتظر من حزب الله التراجع او مواجهه المزيد من الضربات التى تستهدف تدمير منصات الصواريخ ومخازن الاسلحة المخبئة فى العديد من المناطق السكنية فى القرى والبلدات فى جنوب لبنان، ومؤكده ان الغارات الاسرائيلية تستهدف حاليا المناطق السكنية فى الجنوب اللبنانى بعد فرار عشرات الالاف من القرى والبلدات فى نزوح جماعى باتجاه العاصمة بيروت .
ايران بعيدة تماما عن ساحة المعركة ودون تقديم اى دعم لوجستي او معنوى ليصبح الموقف الايرانى اكثر وضوحا
فيما ظلت ايران بعيدة تماما عن ساحة المعركة ودون تقديم اى دعم لوجستي او معنوى ليصبح الموقف الايرانى اكثر وضوحا فى تخلية عن وكلائه فى "غزة ولبنان" وربما "دمشق وبغداد وصنعاء" وهو ما أكده الرئيس الايرانى مسعود بزشكيان ان حزب الله يستطيع الوقوف وحده ضد إسرائيل، وأنها تلتزم "الحكمة" فى عدم تقديم اى دعم عسكرى وان طهران تدرك جيدا مغزى توريطها فى حرب لاقبل لها، ربما حفاظا على حلمها التاريخى فى ملفها النووى والتى تسعى دوليا لاعادة المفاوضات بشأن ذلك الملف الأشد اهمية وخطورة لإيران، مع تجاوز ايران اى استهداف عسكرى امريكى إسرائيل لتدمير ذلك الحلم الايرانى.
ويؤكد احد البرلمانيين اللبنانيين ان ايران تركت حزب الله وحيدا فى مواجهه إسرائيل
وان قرار "الحكمة " الايرانية تمثل فى تجاوز حزب الله لانشغالها بملفها النووى، ليبقى حوارى طهران" حماس وحزب الله والحوثيين والحشد الشعبى" من عشاق الشهادة والموت -كونهم لا يملكون شيئا سوى الموت، والفخر بأعداد الشهداء وليس الفخر باعداد القتلى من الاعداء ان وجدوا.
تجاهل المجتمع الدولى لوحشية الحرب والتى تشكل فى عنوانها الرئيسي بداية لإبادة جماعية
وحقيقة الامر ان لبنان يمر بأيام اكثر دموية وتدمير من حرب تموز " يونيو ٢٠٠٦ حيث تجاوز عدد الضحايا قرابة ال ٦٠٠ ضحية من المدنيين اطفال ونساء فيما تجاوز المصابين ال ٢٠٠٠ مصاب فى هجوم ساحق ماحق مع هروب عشرات الالاف فى عمليات تهجير قسري لسكان الجنوب والبقاع والقرى والبلدات فى الضاحية الجنوبية التى تتعرض بوابل من الغارات فى معقل حزب الله وصولا إلى بيروت وصور وبعلبك نتيجة استمرار الغارات على كل لبنان وبشكل مكثف وغير مسبوق.
وعلى الرغم من غياب وربما تجاهل المجتمع الدولى لوحشية الحرب والتى تشكل فى عنوانها الرئيسي بداية لإبادة جماعية منظمة ليتحول لبنان إلى غزة ثانية مع الفارق أن أمام إسرائيل متسعا كبيرا من الارض المفتوحة والخالية من سكانها لممارسة سياسة الارض المحروقة بتدمير الاخضر واليابس .
فرض تل ابيب شروطها على حزب الله تحت ضغط الغارات والضربات
فيما ياتى اعلان إسرائيل المتوقع انها منفتحة على التهدئة مع حزب الله اذا كان الاخير على استعداد للتوصل إلى تهدئة، وبما يؤشر الى فرض تل ابيب شروطها على حزب الله تحت ضغط الغارات والضربات التى يتلقاها فى مختلف المدن اللبنانية دون استثناء ليصبح
حزب الله المسؤول الاول عن تلك الحرب
وحالة وحجم الضعف والارتباك الكبير الذى تعرض له حزب الله وميليشياته على مدى خمسة ايام متواصلة ودون توقف وذلك فى أعقاب الصدمة التى تلقاها بسقوط ما يزيد على اربعة الاف من عناصرك فى لبنان وفى سوريا فى عملية تفخيخ غير مسبوقة استهدفت ضرب معنويات حزب الله وانصاره، والذى أصبح عاريا تماما امام اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية التى تملك كنزا مهولا من المعلومات، وبنكا اصبح متخمًا بالاف الاهداف التى يجرى تدميرها .
تتملص طهران من دعم حزب الله كما تهربت من مساندة حماس والشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربي
فهناك من يرى ان نصرالله يحرق لبنان من أجل حماس، ويدخل الشعب اللبنانى فى نفق مجهول ، فيما تتملص طهران من دعم حزب الله كما تهربت من مساندة حماس والشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية ليتضح ان المشروع الدينى مشروع تفكيك وتخريب دول المنطقة، وليس مشروع دولة متماسكة تحافظ على امن واستقرار اوطانها.
وبنظرة بسيطة نرى ماذا فعلت فى العراق ليصبح دولة فاشلة خاضعة لتنفيذ أطماع ايران، وكذا فى اليمن ولبنان وسوريا وجميعها دول فقدت حجمًا ومساحة كبيرة من سيادتها على أراضيها بخلاف هروب مواطنيها ومعظهم وربما غالبيتهم لاجئين فى الشتات سواء على حدود أوطانهم او فى بلاد مجاورة كتركيا ومصر والاردن بخلاف اللاجئين فى معظم دول أوروبا.
ويبقى غياب المشروع الوطنى اللبنانى الهم الاكبر والاخطر فى ظل غياب رئيس للبنان استمر قرابة اربعة سنوات بدون رئيس مع اختطاف حزب الله للبنان واخضاعه للمشروع الايرانى الفارسى الذى لا يعنيه دماء اللبنانيين أو الفلسطينين فهى دماء لا تكترث لها ايران لسبب بسيط أنهم غير ايرانيين ومجرد ادوات يجرى استخدامها لتنفيذ مصالح ايران فى المنطقة وتمددها علاوة على ان مشروعها الاساسى اضعاف تلك الاذرع لديها سواء فى بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت .