حكاية منى داغر: الممثلة الأرستقراطية وأميرة الأدوار الشريرة-خاضة حرب لحرق افلامها
منى داغر، الممثلة الأرستقراطية التي أطلق عليها الجمهور لقب "خطافة الرجالة"، اشتهرت بأدوار الفتاة الشريرة والحقودة في السينما المصرية. وُلدت منى داغر باسم إلين داغر في 13 نوفمبر 1923، وكانت والدتها أول فنانة لبنانية تمثل في مصر، المنتجة والفنانة آسيا داغر، التي قدمت أول فيلم قصير في تاريخ السينما اللبنانية، "تحت ظلال الأرز"، عام 1922 بعد عامين من الاحتلال الفرنسي.
سافرت آسيا إلى مصر برفقة ابنتها الوحيدة إلين وشقيقتها الفنانة ماري كوين، حيث أقامت بالإسكندرية مع ابن عمها أسعد داغر، الصحفي في جريدة الأهرام. قدمت منى أولى تجاربها التمثيلية في السينما من خلال فيلم "أما جنان" عام 1944، الذي شارك في بطولته إسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري وزينات صدقي، وكان من تأليف أبو السعود الإبياري وإخراج هنري بركات، ومن إنتاج آسيا داغر.
أدوار الفتاة الشريرة والحقودة في أغلبية أدوارها، وقدمت ما يقرب من 20 فيلماً من إنتاج والدتها
أشتهرت منى بأدوار الفتاة الشريرة والحقودة في أغلبية أدوارها، وقدمت ما يقرب من 20 فيلماً من إنتاج والدتها. أحبّت شاباً يُدعى علي منصور، أحد أنجح وأشهر المحامين في الخمسينات، وتزوجا بعد قصة حب جمعتهما أثناء تصوير فيلمها "يا ظالمني". بعد زواجهما، اعتنقت منى الإسلام وأدت مناسك الحج وكانت حينها حاملاً. أنجبت أثناء تأديتها فريضة الحج ابنتها الكبرى، وأطلقت عليها اسم "فاطمة الزهراء"، ثم أنجبت ثلاث بنات أخريات، واعتزلت مجال التمثيل بعد ذلك.
خاضت مع والدتها آسيا داغر حرباً شرسة لحرق جميع أفلامها، لكن والدتها رفضت تلبية أمنياتها
منى داغر خاضت مع والدتها آسيا داغر حرباً شرسة لحرق جميع أفلامها، لكن والدتها رفضت تلبية أمنياتها، مؤكدة أن أفلامها تمثل تاريخاً سينمائياً لا يمكن محوه. من أبرز أحلام منى داغر كانت أن تُدفن في المدينة المنورة، وقد وافتها المنية في 6 يونيو 2000 عن عمر يناهز 76 عامًا أثناء تأديتها مناسك الحج. اختلفت الآراء حول حقيقة دفنها، فهناك من يعتقد أنها توفيت في مصر، بينما يؤكد آخرون أنها دفنت في البقيع، المقبرة الرئيسية لأهل المدينة المنورة، وأنه صلى عليها ما لا يقل عن 50 ألف مصلي داخل المسجد النبوي الشريف.