سعيد محمد أحمد يكتب : لبنان … بين مطرقة طهران وسندان غزة
المؤكد أن الحرب الاسرائيلية مستمرة حتى موعد تنصيب الرئيس الامريكى المنتخب فى شهر يناير المقبل، فى خمس عواصم عربية بداية من قطاع غزة مرورًا ببيروت وصنعاء وبغداد وانتهاء فى دمشق وبدعم غربى، ومساع إقليمية ودولية حثيثة لوقف الحرب الجائرة على قطاع غزة ولبنان.
وبالرغم من ان نتنياهو وحكومتة المتطرفة حققا كل الأهداف من الحرب سواء على غزة بإعلان إسرائيل نجاحها فى تدمير كافة القدرات العسكرية للجناح العسكرى والسياسى لحركة حماس والتخلص من المطلوب رقم واحد إسرائيليا "يحيى السنوار " صاحب قرار الهجوم فى السابع من اكتوبر من العام الماضى، وفى جنوب لبنان من تدمير القدرات العسكرية والسياسية لحزب الله والقضاء على معظم قياداته من الراحل نصرالله ومعاونيه من الصفوف الاولى والثانية مع تدمير شامل للبنى التحتية فى غزة وجنوب لبنان.
الوصول الى تفاهمات تقضي بضرورة الاسراع بتطبيق القرارات الدولية وإنهاء الحرب فى غزة
وفى ظل تقلص الخيارات المتاحة بين كافة أطراف الصراع فى المنطقة دون الوصول الى تفاهمات تقضي بضرورة الاسراع بتطبيق القرارات الدولية وإنهاء الحرب فى غزة لبدء المفاوضات حول مستقبل غزة قبل مرور الوقت واتساع دائرة الصراع فى المنطقة، ويصبح الجميع أمام طريق لا يعلم احدا منتهاه، ربما انتظارا لساعة الصفر ببدء إسرائيل استهدافها للعديد من المنشآت العسكرية والنووية الايرانية بدعم امريكى غربى وبتحديد الاهداف الايرانية المراد تدميرها.
ايران و مرشدها خامئني وجيشها وشعبها فداء للمصالح الايرانية وليس للشعب اللبنانى
وفى ظل حالة الاحتدام والصراع الدموى المتبادل فى غزة و جنوب لبنان واستمرار ايران فى دعم أذرعها ورغبتها المميتة فى بقاء تواجدها فى لبنان، حتى وصل الأمر بإعلان ايران أن مرشدها خامئني وجيشها وشعبها فداء للمصالح الايرانية وليس للشعب اللبنانى، ويقينها إن خروجها من لبنان يعنى سقوط النظام الايرانى فى الخارج وتدهوره فى الداخل وهو ماوصفته الدولة اللبنانية من حجم التغول على حقوق وسياده الشعب اللبنانى، بل وتجرأ ايران فى التفاوض نيابه عن لبنان لتطبيق القرار الدولى ١٧٠١.
قاده وخبراء من الحرس الثوري يقاتلون من أجل بقاء النظام الايرانى فى لبنان
حقيقة الامر ان قاده وخبراء من الحرس الثوري يقاتلون من أجل بقاء النظام الايرانى فى لبنان وهو الامر الذى يراه الكثير من المراقبين بأن الحرس الثورى سيقاتل بشراسة عبر تعليماتهم الصارمة لوكلائهم، وهو ما اتضح فى مشهد نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم عبر طلته الثالثة فى بيانه الاخير ، وبجواره صورة الراحل حسن نصرالله، وشعار حزب الله وبجانبه "علم لبنان" للمره الاولى، يعيد فيه ربط غزة مع لبنان، ومنطق المسانده بتوحيد الساحات ضد إسرائيل، وبما يؤكد اصرار إيران وتمسكها بوجودها فى لبنان،كرهينة مقابل ملفها النووى، حتى ولو على سفك دماء لبنان والشعب اللبنانى، متذرعا بالخداع ومنطق التقية، وبكل من يعارض موقف ايران ورغبتها فى استمرار الحرب على لبنان.
إيران مستعدة للتضحية بلبنان وبحزب الله لحماية نظامها وبرنامجيها النووي
وبرغم تعرض جماعه حزب الله لهزيمة ثقيلة ولضربات مميته على مدار الساعة، فلا زالت متمسكة بالايديولوجية الدينية "ولاية الفقيه"، وهو ما أكده بعضا من القيادات الحزبية وملوك الطوائف، " وإيران مستعدة للتضحية بلبنان وبحزب الله لحماية نظامها وبرنامجيها النووي"،فى مواجهة تصميم إسرائيلي غير مسبوق على اجتثاث حزب الله من الوجود فى لبنان، وبما يؤدى الى تحويل لبنان إلى غزة جديدة.
ارتفاع عدد النازحين المهجرين قسرا من مدنهم وقراهم فى جنوب لبنان
فيما يتعرض لبنان فى ظل غياب الدولة وغياب رئيسًا يوحد اللبنانيين، للكثير من الضغوط بعجزه عن وقف تعرضهم لتدمير ممنهج للبنى التحتية، وعجزها أيضا عن توفير الحد الادنى للحماية مع تجاوز عدد المصابين ١٢ الف مصاب وسقوط المئات من الضحايا والذى قارب الثلاث الاف من الضحايا المدنيين وارتفاع عدد النازحين المهجرين قسرا من مدنهم وقراهم فى جنوب لبنان وبما يزيد على مليون ونصف مليون مهجر ، تمكن البعض منهم الهروب الى سوريا والعراق .
عاجلا آم آجلا بتطبيق كل القرارات الدولية ١٧٠١ و١٥٥٩ والذى يؤكد نزع سلاح حزب الله وتسليمه للجيش اللبنانى الوطنى لحماية الحدود
وتبقى الحقيقة المؤلمة ان حزب الله وأمينه العام الراحل حسن نصرالله أخطأ خطأً جسيمًا حين قدم " لبنان" على طبق من ذهب، فداء لإيران" ودون حساب دقيق لتوازن القوى، وبتراجعه وتردده فى اتخاذ قرارا ينقذ به الحزب ولبنان معا انتظارا لتعليمات طهران مما تسبب فى تدمير الحزب وقواه العسكرية فى مدة زمنية قياسية أصابت الجميع بالصدمة لينتهى الموقف عاجلا آم آجلا بتطبيق كل القرارات الدولية ١٧٠١ و١٥٥٩ والذى يؤكد نزع سلاح حزب الله وتسليمه للجيش اللبنانى الوطنى لحماية الحدود وفق مخطط كبير يقوم على التعايش بين الجميع فى المنطقة ووفق مبدأ أن السلام هو الخيار الاستراتيجي الوحيد للمنطقة لاستعاده الحقوق ووفق الاطر والقرارات الدولية .