سعيد محمد أحمد : اغتيال السنوار .. هل يفتح الطريق امام استئناف المفاوضات ؟
ظل السنوار لأكثر من عام على حرب غزة يثير قلقا كبيرًا وجدلا مستمرًا الى ان اعلنت هيئة البث الاسرائيلية اغتيال السنوار فى عملية عسكرية إسرائيلية فى منطقة رفح الفلسطينية بعد التأكد من تحليل DNA لجثة السنوار المطلوب اسرائيليا وامريكيا وأوروبيا.
ربما جاء اغتيال السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس فى الداخل مفاجئا للجيش الاسرائيلى، ويشكل فى الوقت ذاتة ضربه معنوية قاسية لدى عناصر وحركة حماس وقاداتها فى الخارج ، بعد سلسلة اغتيالات طالت العديد من قيادات حماس فى الخارج كان أبرزهم العاروري فى بيروت واغتيال اسماعيل هنية رئيس حركة حماس فى الخارج فى العاصمة الايرانية طهران وفى معقل الحرس الثورى الايرانى .
ويبقى السؤال هل يشكل اغتيال يحيى السنوار نهاية لملف حماس فى غزة ؟
لقد نال السنوار منذ هجوم حركة حماس فى السابع من اكتوبر من العام الماضى، العديد من الأوصاف ما بين من يراه البعض بطلا اسطوريا فى هجومه المفاجىء على إسرائيل فى عملية نوعيه وصفت من قبل العديد من الخبراء والمحللين بأنها شكلت صفعة قوية على جبين إسرائيل ودون تقدير التبعات الخطيرة لذلك الهجوم الذى شكل اهانة لإسرائيل وصدمة فى الشارع الاسرائيلى حول فشل إسرائيل فى صد هجوم السابع من اكتوبر .
وكما نال السنوار الكثير من الثناء عليه من قبل بعض ممن كانوا يحلمون بتحرير فلسطين والقضاء على إسرائيل، الا انه فى المقابل كان هنآك الكثيرين نالوا منه محملينه مسؤولية إعادة احتلال قطاع غزة ورفح بالكامل تحت السيطرة الاسرائيلية ، وسببا جوهريا فى تدمير غزة ورفح تدميرا ممنهجا، علاوة على تدمير قرابه ٨٠ ٪ من البنية التحتية من منشآت سكنية ومؤسسات امنية وصحية وتشريد ملايين سكان قطاع غزة ورفح فى محاولات بائسة للتسريع بمشروع التهجير القسرى والذى رفضته مصر شكلا وموضوعا واعتبرته خطا أحمر لا يمكن لاحد مهما كان تجاوزه.
الغزاويين فى القطاع يرون فى اغتيال السنوار ربما نهاية لعذاباتهم وتشردهم على مدى عام كامل
المؤكد ان الغزاويين فى القطاع يرون فى اغتيال السنوار ربما نهاية لعذاباتهم وتشردهم على مدى عام كامل بالرحيل من الشمال الى الجنوب والعكس لاكثر من مرة اضافة الى تعرض حياتهم للموت والجوع والتشرد وانعدام الصحة فى ظل غياب الامدادت الغذائية وشح المياه والطعام ، وان السنوار وحماس كانوا سببا فى الخراب والدمار والموت الذى لحق باهالى غزة وسقوط الالاف من الشهداء والضحايا وعشرات الآلاف من المصابين والمفقودين ودمار منازلهم فى مقابل لا شىء سوى الوهم والخداع والضياع .
هل القضاء على يحيى السنوار سيحل العديد من القضايا العالقة فى المنطقة؟!!
ويتساءل البعض هل القضاء على يحيى السنوار سيحل العديد من القضايا العالقة فى المنطقة؟!!.. وأهمها انه كان أحد أهم الاهداف لدى إسرائيل .
وهل سيغير العديد من المعادلات فى الداخل الفلسطينى ؟ وأهمها استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية مستقبلا فى قيام السلطة الفلسطينية بمهامها فى قطاع غزة ورفح ، وحقيقة واهداف الوجود الاسرائيلي العسكرى فى محور فيلادلفيا بحجة وجود السنوار فى رفح ووجود انفاق وتهريب سلاح ليتضح حقيقة نشر إسرائيل الأكاذيب بهدف المماطلة حتى الوصول الى السنوار والخلاص منه .
الغاء إسرائيل باب التفاوض مع حماس بشأن الرهائن المحتجزين لديها
ايضا اغتيال السنوار سيغير العديد من السيناريوهات منها الغاء إسرائيل باب التفاوض مع حماس بشأن الرهائن المحتجزين لديها ، بعد نجاح إسرائيل
فى تصفية رمز المقاومة يحيى السنوار الفلسطينية واعتبار نتنياهو بطل قومى فى الداخل الاسرائيلى بعد ان حققت إسرائيل كل اهدافها باغتيال ثلاثة مسلحين فى رفح على رأسهم السنوار .
رفع المعنويات فى الداخل الاسرائيلى والشعور بنشوة النصر وربما فتح شهية نتنياهو للاستمرار
ومع اغتيال رأس الهرم فى حركة حماس سيغير المعادلة مثلما جرى لحزب الله باغتيال نصرالله، وان اى تنظيم يخسر رأس الهرم سيخسر بالتبعية التنظيم الكثير من الزخم سواء فى غزة او فى الجنوب اللبنانى.
فيما ستستثمر إسرائيل للحدث الأهم فى رفع المعنويات فى الداخل الاسرائيلى والشعور بنشوة النصر وربما فتح شهية نتنياهو للاستمرار فى استئصال كل من له علاقة بجماعة حماس مثلما يفعل مع جماعة حزب الله فى لبنان ، ومع اغتيال السنوار تنتهى مسالة ربط حزب الله بمسار غزة وحماس.
فيما يطرح البعض ماذا بعد السنوار ؟ وهل ستتوقف الحرب ؟
المؤكد إن المرحلة الراهنة قد يشوبها الكثير من الخلط فى تحديد الاهداف واهمها قد يكون مؤشرا لبدء المحادثات المتوقفة وما ارتبط بها مشاكل كثيرة أهمها على الاطلاق كيفية الوصول الى وحدة القرار الفلسطيني الموحد دفاعا عن القضية المركزية القضية الفلسطينية وضرورة الوصول الى دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ووفقا للقوانين الدولية بالعودة الى حدود ما قبل الخامس من يونيو ٦٧.